عائلة فيرون 40 عامًا في البئر الجديد


أدارت عائلة Féron من أصل فرنسي مزرعة في بئر الجديد،  لمدة أربعين عامًا تقريبًا، أولهم مارسيل فيرون من 1927 إلى 1949 ثم ابنه ريموند فيرون حتى عام 1965.  و تلبية لطلبنا، تحكي لنا حفيدته، السيدة إيفون فيرون، التي قضت جزءًا من طفولتها وشبابها في هذه المزرعة:
اسمي إيفون فيرون وعمري 73 عامًا. وصل جدي مارسيل فيرون، المخضرم ومن جرحى الحرب العالمية الأولى ، إلى البئر الجديد عام 1927. وكان برفقة جدتي وابنيه، ذوي 7 سنوات و 1 سنة. في السابق ، كان قد استلم جزءا من المستوطنة الرسمية من أراضي المخزن بمساحة 275 هكتارًا، لمدة 99 عامًا ، أي تنتهي في عام 2026. لكن ظروف التاريخ قد تغيرت، فلقد استحوذت الحكومة المغربية على مزرعتنا في عام 1965. في البداية، كان على والدي أن ينفذ ما جاء في دفتر التحملات  و الذي كان صارما للغاية و ذلك باستصلاح الأراضي وزراعتها وكذا تشييد المباني و حفر الآبار وزراعة الأشجار و دفع مبالغ شهرية على مدار 15 عامًا.
كان مارسيل فيرون قد خصص المزرعة لزراعة للحبوب كما هو الحال في مسقط رأسه بيكاردي، ثم لتربية الأغنام. ومع ذلك، لم تكن الأمور بسيطة على الإطلاق، فقد كانت الثلاثينات من القرن الماضي، التي أعقبت الأزمة الاقتصادية العالمية، صعبة للغاية من الناحية المالية لأن القمح يباع بشكل سيء للغاية. لم تتمكن الأسرة من تحمل كا هذا لولا امتلاكنا لمبنى قبل مجيئنا إلى المغرب والذي احتفظ به في كليرمون فيران. في نهاية الأربعينيات ، تقاعد جدي في الدار البيضاء في منزل اشتراه في حي المعاريف. عندها تولى والدي ريموند فيرون إدارة المزرعة. تم طردت أمي، إودوكسي، من البرتغال إلى المغرب فأصبحت لاجئة سياسية إسبانية، لأسباب سياسية، و ذلك في عام 1938. ثم تحصلت على الجنسية الفرنسية في يونيو 1942 بعد زواجها من والدي.
لقد عمل أبي وأمي بجد كفلاحين. في الواقع، بما أن والدي كان عليه أن يدفع الإيجار لوالديه، فقد أصبحت إيرادات المزرعة غير كافية، لذا فقد أعاد توجيه الإنتاج، وكرس نفسه حينها بشكل أساسي للتربية. كان هذا التغيير مفيدًا: فقد جلبت المزرعة مزيدًا من الدخل وسمحت بدخول المزيد من الدخل النظامي للعاملين كل مساء الأربعاء لأننا لم نعمل يوم الخميس لأن الموظفين كانوا يذهبون إلى سوق الخميس الأسبوعي في البئر الجديد. و كان أنتاجه من الماشية و البقر اللاحم و التي تتغذى على المحاصيل المنتجة محليا فكان يشتري الأبقار من الأسواق لتسمنها بعد ذلك في المزرعة وبيعها للتجار في الدار البيضاء. كما كان يهتم بإنتاج العجول ة تسويقها إلى السوق المركزي في الدار البيضاء كم كان يوفر الخنازير للعملاء الأوروبيين.
كان لدينا سبعة عمال مزارعين دائمي التواجد بعين المكان يقطنون في "النوايل". كان لدى هؤلاء العمال المغاربة قطعة أرض لزراعة الخضروات وتربية الدجاج ولامتلاك بقرة و عجل ترعونها خلال النهار مع القطيع ثم يحضرها العامل إلى المنزل في المساء لحلبها. كان لدى الحارس وزوجته، وهي مدبرة منزل، غرفة من حجر ومطبخ في الهواء الطلق محاط بزيربة ولديهم حمار. في وقت الحصاد، كان والدي يستأجر عمالاً موسميين يأتون للاستقرار هناك مع خيامهم. من أجل تحقيق الربح من معداته الزراعية، كألات الحصاد و الشاحنات والجرارات، كان والدي يقوم أيضًا بأعمال تجارية للفلاحين المحيطين به. و لقد كنا دائما على توافق جيد مع العمال الذين عرفوا أنعموا بالاستقرار منذ عقود. و لقد بقي بعض العمال الذين استأجرهم جدي مع والدي و كذا بعض أولادهم حتى مغادرتنا.
عندما وصل والدي إلى البئر الجديد في السابعة من عمره ، شعر أنه مغربي. كان محزنا بالنسبة له ترك المزرعة في سن 45 لأنه لم يتخيل العيش في بلد آخر. فكان يعاني من الاكتئاب فكان يعالجه الدكتور René Bouganim ، الذي كان طبيبا سابقًا في  الجديدة، والذي كان غالبًا ما يأتي إلى منزلنا في Aix-en-Provence  في السبعينيات حتى توفي والدي في عام 1992.
لقد تعلمت عائلتنا بأكملها اللهجة المغربية الدارجة، كان أجدادي يتحدثون بها جيدًا إلى حد ما، كما أن والدي وأعمامه الذين وصلوا صغارًا تكلموا الدارجة بكل طلاقة و بدون أي تلعثم. أما أنا وأخي ، بكوننا ولدنا في المغرب، فتكلمنا العربية قبل الفرنسية بفضل مربياتنا المغربيات.
اليوم ، ما زالت ذكرياتنا المغرب راسخة : في البئر الجديد والجديدة. في هذه المدينة الأخيرة، دُفنت جدتي Marie-Joséphine، التي ولدت عام 1890 وتوفيت عام 1957 و دفنت في المقبرة المسيحية.
Par  Mustapha JMAHRI (Ecrivain)  ترجمة ابراهيم بطاح

Commentaires

Posts les plus consultés de ce blog

الحاج عابد السوسي

تاريخ البئر الجديد

Paul Lemoine à Bir Retma